Monday, July 31, 2006

أتلفت الأوراق


اتلفت اوراق ازماني
و غيرت في الدنيا مكاني
فلم احتفظ باوراقي؟
ألابيعها في سوق عكاظ؟
أم لأرضي بها زماني
أيها الزمان اذهب عني
فلم يعد عندي مكان لزمان يسعد بأحزاني
أما زلت يا زماني تحب أن تقرا اوراقي
التي كتبت بها أشجاني؟
أمازلت تسعد بأعين ملأة دموعها اعوامي؟
أمازلت تريدني وحيدة بعيدة عن أقراني؟
و ترى أعيني مازالت غارقة بدموع أحزاني؟
أتريد أن ترى كيف أن بعذابي تحطم كياني؟
فلم لا تقل لي يا زماني؟
كيف تريد أن تراني؟
لكني أتلفت أوراقي القديمة الآن
و لم يعد لعذابي مكان
ولن أسمح باحزاني لأي ان كان
ساعيش سعيدة الى نهاية الزمان
و سأطير حرة كطير السنونو
و أملأ الأرض محبة و حنان
وقد محوت كل العذاب
فكفاني عذاب اوهام و احزان
و انهيت في حياتي القديمة كل ما كان
و سانطلق من هوتي الى مجدي
وساظهر قوتي و امام البشر
ليغدو علي شهود عيان
و ساسابق الزمان
حتى اصل اعلى مكان
فانا هي التي اتلفت اوراق الزمان
و غيرت في الدنيا المكان

Friday, July 21, 2006

اهداء الى حب مستحيل


لماذا اجبرتني على حبك يا سيدي؟
و اعتدت رؤياك كل ليلة موعدي
و في النهار اجوب الدنيا
باحثة عنك لتكون بقربي
ما كنت ارغب بجرح دون الدوا
و فكرة في قلبي تطرق النواة
و ان احبك ليس من حقي
و ليس لي في هذا الهوا
نحن يا حبيبي كقمر يحب شمسا
من المستحيل ان يلتقيان في سما
حبك مستحيل يا سيدي
الا انني اعتدت العيش معه
ادمنت صدرك و ذراعيك
تحيطني كل ليلة حتى الصباح
بالرغم من المسافات التي تفرقنا
و الفروقات بيني و بينك و الاستحاالة
اصرخ كل ليلة لا اراك فيها
تعال الي برب سماك
تعال و اشعل صدري الجامد
و اشغل قلبي التوقف الهامد
و ادفىء ليل الغريب البارد
ولفني بذراعيك القويتين
لاغفو على صدرك الحنون كالاطفال
وتهمس بصوتك الدافىء: احبك
لانسى الدنيا و اقول لك
احبك رغم المستحيل

Monday, July 17, 2006

حبك عبادتي


انت اله انوثتي
انت ملك حبي
انت صانع سعادتي
و انت محيي قلبي
علمتني كيف اصلي
فلك كل عبادتي
يا منور دربي

دمشق في عيناي



دمشق, حين اصل حدودك اشعر بتغيير طقس مزاجي, بنسيم يلفني, ينعشني و بنفس الوقت يدفؤني .
اقف على ارضك لاستنشق هوائك و اقول ها قد عدت و عادت الي روحي, فهوائك هو ترياقي.
احب بك اشياء ربما لم يحبها احد غيري, لم يفهمها احد غيري, اولم يروها باعيني, فانا احبك على طريقتي الخاصة.
احب التجول في شوارعك العتيقة المزدحة بالحب و الحميمة, بالطبيعة البسيطة و الشعبية, بالرجولة و الشهامة و بقمة انوثتك يا دمشق.
دمشق, ازقتك تملؤني فرحا و حياة, تعيدني الى طفولتي حين اتامل بائعي السكاكر في سوق الحميدية, اشتري اشياء صغيرة تسعدني, اسمع صياح البائعين, ضجيج الزحام و الكل سواء.
شالات معلقة تدفىء واجهاتك, شرقيات تشعرني بالاصالة, جوزات المتة المتدلية كعناقيد, عطارك الذي يملىء هوائك بالعبير, بائع التمر الهندي بابريقه الذهبي المزركش الكبير و لباسه الشعبي و هو يصيح بين الزحام و كانه المنقذ من حر الصيف: (برد على قلبك, و العرق سوس و الَلع اللَع, و من غير فلوس ,اللَع اللَع) وعربة الشطي مطي بالوان قوس قزح و الخبز والدبس اللذيذ و يعلو من بعيد صوت دق البوظة العربية فكل دقة تكون معها دقة قلبي, كل هذه الاشياء البسيطة تدخل البهجة و السرور الى نفسي.
دمشق, احبك بكل تفاصيلك, احب عظمتك, بساطتك, دفىء حميميتك وشعبيتك, احجارك الضخمة الصامدة منذ عصور, شقوق جدرانك تشق الطريق الى العراقة والاصالة, يا مهد الحضارات منذ آلاف السنين.
فيك مزيج عجيب من الحضارات و الاديان, العروق و الالوان, فرح المسقبل الكبير و زمن من الاحزان, اعراس شعبية فيها دبكة و اويها و زلاغيط و رقصة ستي, حزن المآتم على زهور تقطف, كل شيء فيكي له طابعه الخاص على طريقته الخاصة.
اجمل لحظاتي عندما اتجه اليك في الصباح يا عتيقة لتناول افطاري في احد بيوتك العربية القديمة, اجلس في احد الزوايا على الكرسي الخشبي المتواضع, اتأمل النباتات المتسلقة على الجدران تكسوها من العراء, الاشياء العتيقة المصمودة على الارفف كعروس, طقطقة الارجيلة, احاديث الصباح , ضحكات تعلو, قرائة الفنجان , و صوت فيروز يعلو كملاك و كان دمشق تكلمني: صباح و مسى شي ما بينتسى اخدني الحب سرقني الاسى. لارد عليها باغنية اخرى تعبر عن حبي و اقول: بعدك على بالي يا امر الحلوين و يا زهرة تشرين يا دهب الغالي. فانا لا انساكي ابدا و لا انسى عشقي لك لانك اغلى من الذهب عندي. لياتي كأس الشاي و طبق التسقية الذي احبه لانقض عليه و اتناوله بشراهة حبي لك.
بعد الظهر اجلس في احد القاهي ارتشف القهوة اللذيذة مع اصدقائي لنتلو الاحاديث الممتعة و نتبادل الطرائف و الافكار, او اجلس لاقرا كتابا و اراقب شبابك و تصرفاتهم, ضحكاتهم افكارهم اهتماماتهم, يا ليتني تربيت مثلهم في احضانك الدافئة و اكتسبت نفس افكارهم و عشت نفس حياتهم, كما يخلدك بنيانك من مدن فيها مساجد و قصورو بيوت قديمة و زقاق و آثار و متاحف و تاريخ, فابنائك و سلالتك
و مشاهيرك يخلدونك ايضا.
اعشق سهراتك ليلا, في البارات القديمة, اثمل من كاس عشقك و اسمع انغام اشعلتها نار حبي لتصبح رقصا على ارض النار, فاخرج في آخر الليل جائعة متعطشة للمشي مرة اخرى في زقاقك الهادئة تنيرها فوانيس تضيء مشاعري بالحميمية, ما اجمل هذه اللحظات فانا لا اشعر في اي فرق في حبي لك ان كنت في النهار او الليل لانك و بكل بساطة جميلة في كل احوالك, في عز الزحام و اقصى الهدوء.
اصل بعدها الى بوابة الجامع الاموي الشامخ لاجلس على درجه منهكة انتظر صاحب عربة الصاج حتى يعد
لي صاجياته اللذيذة, و اتامل قهوة النوفرة التي هي اقدم و اشهر قهوة في دمشق لارى فيها الحكواتي يتلو اجمل القصص الشعبية و طقطقة نرد الطاولة يطربني, حتى آكل الصاجيات و لكني لا اشبع فانا كلما اكلت من خيراتك اشعر انك بداخلي فاجوع اكثر لانني لا اشبع منك.
لم اشبع بعد اريد المزيد منك يا دمشق, فاسرع قبل الفجر الى حاميكي جبل قاسيون الشامخ بعزك لاصعد و اشاهدك من فوق و انت تلفين سفحه و كانك تعانقينه حبا, اريد رؤيتك كلك من فوق اريد رؤية اضوائك الباهرة المتلألأة كنجوم و اشعرهوائك المنعش, لا اصدق اعيني كم انت جميلة هكذا, لا ادري لماذا تدمع عيناي؟ هل اتاثر بجمالك ام انني اخاف ان لا اراك ثانية؟
لا ادري ما هذا الحنين و الحب الذي اشعر بهما, انا لا اشبع ابدا منك, اتعطش اليك, و كلما اراك تضيفين مفهوما جديدا لحياتي.
رغم الفرح الذي اشعر به حين استقبلك في احضاني, الا ان حزني و جرحي
كبيران لانني اعلم انني كلما صعدت الى الجبل لاستقبالك اكون قد صعدت لاودعك ايضا, لاعود بدموعي الى غربتي لا اعلم, هل ساعود اليك؟ فحين ارحل, لا احمل في حقائبي الا ذكرياتي معك, صور في خيالي و حنين يقتلني اليك.
اتدرين يا دمشق؟ اريدك, اريد ان احصل عليك, احتويكي و اتعطش اليك, اعلم انني ساعود و اقسم انني ساعود ولو كان في كفن لأحظى ببيتي الاخير الذي فيه ساستقر و ارتاح, انت ملاذي و وطني, بيتي هو ارضك الحنون,
.فانت شام.... امي التي انا منها و اليها, و ابنتي التي سانجبها
.